19-02-2022 08:03 AM
بقلم : د.عبدالكريم الشطناوي
وديان بلا أنهار عذبة تجمعها!
وماذا بعد؟؟؟
مجلس النواب والنائبات في واد،ومجلس الأعيان في واد، والحكومة في واد.
(ألم تر أنهم في كل واد يهيمون).
ويبقى التساؤل:
وفي أي نهر عذب تصب هذه الأودية؟
وكيف سيستمر الوضع؟
وإلى متى؟
هل سيكون الحال بنا مثلما كانت تعقد بريطانيا معاهداتها مع من تستعمره من الدول؟
(تستمر المعاهدة إلى أن يشيب الغراب ويفنى التراب؟)
فإن كان الجواب كذلك،فإن معنى ذلك أن موعده قيام الساعة.
ومن هو ضحية هذا الوضع؟
فمن يكون!!!غير هذا الشعب الذي ينام ويحلم بأن الفرج قريب مع تشكيلة كل حكومة تطلع علينا.
تأتي الحكومة:تصدح ببيانها
توهمنا وتوعدنا بأنها ستسير ضمن نهج الخطة التي رسمها لها جلالة الملك،ولكن تمضي الأيام والشهور والكل في حالة ترقب.
ثم ينبري كتاب الأعمدة إياهم من أجل إجراء عملية تقييم لأداء الحكومة بعد ثلاثة أشهر أو مئة يوم فيخرجون بنتائج أقل ما يقال فيها أنها في فلك والواقع في فلك آخر،يخرجون علينا بأرقام يعدونها(يجهزونها) ويعدونها(يحسبونها)ولا أحد وراءهم يعدها أو يدققها.
يفيق الشعب من حلمه فيفاجأ بأنه في عيشة الضنك وفوق كل هذا فإن حكوماته تغرقه في مديونية لا ترحم،نفضت جيوبه وخويت معدته،ينام على جمرالجوع،وحرمانه من ابسط سبل الحياة.
لقد عرفنا من خلال دراستنا للفلسفة اليونانية أنهم كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة وهي سماوية،بحرية،سفلية منها:
إله للحب،للجمال،للحكمة،
للحرب،وغيرها.
كانت الفلسفة اليونانية تنحو منحى ميتافيزيقا(ما وراء الطبيعة)،وبقيت كذلك حتى جاء سقراط الذي انتهج نهجا مغايرا،فقد قرأ في معبد دلف في أثينا عبارة(إعرف نفسك بنفسك)فانصرف في التفكير الفلسفي إلى البحث في الإنسان
وما يهم الإنسان من أمور تهمه كالأخلاق والسياسة..الخ.
وقد قال الفيلسوف شيشرون:
(إن سقراط قد أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض،أي إن اهتمام الفلسفة على يد سقراط قد تحول من التساؤل عن مبدأ الوجود الأول(الأنطولوجيا علم الوجود من حيث هو موجود)
أصل الكون،إلى التساؤل عن الإنسان ومعرفته لذاته.
وقد عرف منهجه بالمنهج السقراطي الذي يعتمد الحوار الهادف(المايوتك)الذي يدفع بخصمه إلى اكتشاف كثير من الحقائق ما كان لينتبه لها لولا توجيه سقراط،وقد كان يولد الأفكار في العقول كما كانت تولد أمه النساء الحوامل(فقد
كانت أمه داية).
وقد توصل بأسلوبه إلى أن الآلهة المتعددة لا بد من وجود إله واحد يوحدها ليستقيم الأمر.
من ذلك نرى حكماء اليونان باعتمادهم العقل توصلوا ألى حقيقة توحيد الآلهة كما أنهم نقلوا التفكير الفلسفي نقلة نوعية اهتمت بالإنسان في كل نواحي حياته،كما أرخ التفكير الفلسفي العالمي منذ وضعهم لأسسه.
وهكذا فإن أودية اليونان اتحدت بنهر عذب يسعى إلى إسعاد الإنسان،ونادى بالحكم الديموقراطي.
فيبقى السؤال:
أما آن لنا أن تلتقي ودياننا المتشعبة،في نهر واحد يجمع بينها لتعم الفائدة على كل من الوطن والمواطن؟
ألم نكن خير أمة أخرجت للناس؟
(كنتم خير أمة أخرجت للناس،
تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
رب قائل يقول ألهذا الحد لا تلتقي أوديتنا؟
أين روادها من شرعة الله؟
أين هم من كتاب الله آخر رسالة إلهية،بعثت للناس كافة تسعدهم في الدنيا والآخرة؟؟ (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
فيأتي الجواب:
نعم هناك التقاء لأوديتنا من نوع آخر فإنه يتمخض عنه جدال وصياح وغز رماح ممزوج بطعم البوكسات و اللكمات أشبه بمسرحية تدار بيد مخرج حاذق تكون نهاية التقائها في نهر كدر كله ماء أسن تغير طعما ورائحة ولونا للشعب،بينما شهد وعسل على أصحاب الأودية الثلاثة يتباد لون،المكاسب،المغانم،ويورثون
أبناءهم وأحفادهم المناصب والمراتب والرواتب في قسمة ضيزى،
فسحقا لتلك القسمة وأصحابها .
وحسبنا الله ونعم الوكيل..
وأستغفر الله العظيم لي وللمؤمنين الصابرين.
د.عبدالكريم الشطناوي .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-02-2022 08:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |